تقع بلدة الغبي في الجانب الغربي من بلدة العراقي وقد كانت هذه البلدة من أهم المراكز التجارية في المنطقة وكانت أيضا مخزنا مركزيا للحبوب. فقد كانت بلدة الغبي المركز الإداري بمنطقة ارض السر وقد كانت لها منزلة عالية في العصر الجاهلي وبداية العصر الإسلامي في عمان. يوجد ببلدة الغبي 4 حارات رئيسة بمداخلها (صباحاتها) وأسوارها، كما يوجد بها بيت مال، ومقر للقاضي، وعدد من البيوت المحصنة ومن أبرزها بيت الدك وبيت الجص وحصن الإمام وحصن الغبي، كما يستقبلك من مدخلها الشرقي حصن الغبي ببرجها الشامخ.

لبلدة الغبي الأثرية إرث تاريخي عميق بجذوره في أعماق التاريخ العماني منذ العصر الجاهلي. تحتوي بلدة الغبي الأثرية على أربع حارات كل منها تنفرد بسور وبأربعة أبواب من الجهات الأربع. كما كانت الغبي من أهم المستودعات للحبوب وزارعتها ومركزا تجارياً ذا سمعة وصيت من مئات السنين.

 تعاقب الولاة على بلدة الغبي بتعاقب الحكم في سلطنة عمان. كما اختار الإمام المحتسب شبيب بن عطية (الغبي) لتكون مقراً لإقامته بعد استشهاد الامام الجلندى بن مسعود في معركة جلفار في عام ١٣٤ ه و لا يزال قبره ومسجده شاهداً من شواهد عراقة البلدة.

 ذكرت أيضا الروايات والمصادر القديمة بأن الشيخ راشد بن إبراهيم العبري قد عُين والياً على بلدة الغبي في عصر الإمام عزان بن قيس قبل انتقال الشيخ إبراهيم بن راشد بن سالم العبري إلى كدم (ولاية الحمراء)، كانت نهاية بلدة الغبي على أثر فتنة كبيرة أطاحت بالوالي ودمرت معظم مبانيها، حصونها.

ذكرت الروايات أن بلدة الغبي اندثرت منذ أكثر من 200 سنة ولكن الشواهد تدل أن عمرها يعود إلى أكثر من 1300 سنة حيث أن الإمام المحتسب شبيب بن عطية الازدي العماني الذي بويع الإمامة في عام 134 هجري وتوفي في 175هجري قد دفن ببلدة الغبي من بعد اختياره لبلدة الغبي كمقر من بعد استشهاد الامام الجلندى بن مسعود في معركة جلفار في عام 134 هجري. لم تستقر أوضاع الباد بعد المعركة واستشهاد الامام الجلندى بن مسعود، فخرج الإمام شبيب بن عطية محتسباً في سبيل الله حتى استقر في بلدة الغبي بأرض السر. لا يزال مسجد الامام المحتسب شبيب بن عطية قائما إلى يومنا هذا.

نهاية بلدة الغي ذكرت الروايات ان بلدة الغبي قد اندثرت بعد عدد من الفتن والحروب التي دمرتها في عصر الامام عزان بن قيس البوسعيدي، كما ذكرت الروايات أنه في آخر الولاة ببلدة الغبي كان الوالي الشيخ راشد بن إبراهيم بن راشد العبري.

المصدر: لقاء تلفزيون مع: غصن بن هلال العبري، عبد الله بن علي الشملي وشهاب بن حمد البلوشي. وثيقة أولاد راشد بن إبراهيم العبري.. تبصرة المعتبرين.