سبلة الرميلة
أن مجالس السبلة العمانية تعتبر الحصن المنيع للعادات والتقاليدالعمانية ومدرسة أساسية للأجيال جيل بعد جيل، حيث ان المجتمع العماني يحرص كل الحرص على استمرارية الكثير من العادات والتقاليد العمانية العربية والإسلامية المتوارثة، حيث إنه يعتبر المحافظة على تلك التقاليد وتربية الأجيال عليها بمثابة الأمانة والرسالة السامية التي يجب عليه توصيلها لأجياله الحاضرة والقادمة وتشكل السبلة العمانية إحدى الموروثات التي يحافظ عليها المجتمع العماني كجزء اصيل من تراثهم المتضمن العديد من المجالات.
والسبلة عبارة عن مجلس اجتماعي شعبي يلتقي فيه سكان القرية او الحي في مختلف المناسبات سواء كانت افراح مثل الخطبة، او عقد القران، او اتراح مثل العزاء، او تجمع عادي لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بالأفراد واخذ المشورات او غيرها من الأمور مثل الصلح بين المتخاصمين.
ان في الماضي درجت العادة ان يلتقي اهل القرية من الرجال والشباب والأطفال في السبلة بداية كل صباح او ما يسمى البرزة وذلك من اجل تبادل اخبار بعضهم وتناول القهوة الصباحية اليومية والتي عادة ما تكون من التمر والقهوة والخبز المحلي والعسل العماني بعدها ينتشروا لأعمالهم اليومية المعتادة.
سبلة الرميلة تقع في الجهة الغربية من بلدة العراقي منطقة الرميلة بولاية عبري ، وهي تعتبر امتداد لسبل أولاد راشد العبري القديمة ، وهي سبلة خاصة بأولاد سالم بن سعيد أولاد راشد العبري ، حيث تم الانتهاء من بنائها في عام 2020م ، بعد ان اجمع جميع أولاد سالم واولادهم ببنائها في عام 2019م وقد تم اختيار هذا الاسم نسبة الى المكان التي هي موجودة به وهو الرميلة فاطلق عليها اسم سبلة الرميلة لسالم بن سعيد أولاد راشد العبري ، وقد كان الهدف من أنشائها هو بان أولاد راشد أينما كان واقاموا لابد من وجود سبلتهم معهم فعندما اقاموا في بلدة العينين لفترة محدودة قاموا ببناء سبلة لهم هناك سميت سبلة سالم بن سعيد أولاد راشد العبري بالعينين، وعندما عادو الى بلدهم مرة أخرى واستقروا فيها مباشرة أمر الوالد سالم بن سعيد ببناء سبلة الرميلة والانتهاء من في اسرع وقت وبتسهيل من الله سبحانه وتعالى نفذ الامر ولم تأخذ وقتا طويلا حتى تم تجهيزها كاملة في عام واحد فقط ، وذلك من اجل تجمع افراد العائلة فيها بالمناسبات وغيرها من أمور أخرى تستوجب الالتقاء والتجمع ، وأيضا من اجل المحافظة على القيم والمبادئ والعادات الاصلية في المنح والمحن وهي صفات حافظ عليها الأجداد من القدم ، وأيضا من اجل الارتقاء بالجوانب التربوية والاجتماعية والاقتصادية للأجيال . وتأصيل الالفة والمحبة والتصالح والتسامح والتكاتف ببن الاخوة والابناء والاحفاد.
كما قلنا سابقا بان سبلة الرميلة هي سبلة خاصه بأولاد سالم بن سعيد أولاد راشد العبري و يلتقون فيها بشكل دائم وليس فقط في المناسبات وسيتقبلون فيها ضيوفهم سواء من البلد أو خارج البلد وقد قال فيها الشاعر سلطان العبري الابيات التالية:
ابات منتظرا بكل ليالي
حتى يزاح ليل اليوم المنصرم
لي بلد في عمان مقرها
في كل يوم بجمالها اتنعم
رجل وما اضعفتني يوما بلدة
الا العراقي في حبها استسلم
ان العراقي لم تكن يوما بعيدة
ففي القلب مسكنها وفي الروح لها علم
قد يسال الناس لماذا حبها
فقد غفلوا ما تحويه من نعم
نبداء بالغبي وجمال بريقها
ففيها قصور الطين منذ القدم
واذا اتينا للرميلة فهي بهية
وبصرحها المعهود لنا فيه كرم
صرح يسمى باسمها رميلة
انشاؤه ذوي الكرامة و الهمم
أبناء راشد لهم فيها مكانة
فهم لها قبس ولها منهم ذمم
ولهم بين الانام مقاما عاليا
فهم في البلاد رؤوسا ولهم شيم
سبلة قامت على أسس وثيقة
وكل من عادها بات في ندم
سبلة شيدت بين البيوت جذورها
ومقرها بين الكواكب في القمم
اهوى الرميلة ومن سكنوا بها
ألا واحدا بها تمرد فانهزم
شين طغى بين العباد بسطوة
حتى تلاقى بالأشاوس فانصدم
فبات يبكي ليله في حسرة
حتى تمنى ان يعود اليوم المنصرم