يعد كهف الكتان من أهم المزارات الجيولوجية ببلدة العراقي، حيث يتميز بموقعه الفريد في وسط جبال الصخبري غربي بلدة العراقي المكونة من الصخور الجيرية. كهف الكتان هو ليس الكهف الوحيد في جبل الصخبري، لكنه هو الكهف الأكثر تميزا وله أثر تاريخ عميق ويعود ذلك لكبر حجمه.

يتميز كهف الكتان بلمعان جدرانه حيث انها   مكونة من الصخور الجيرية المصقولة بالمياه، وقد أطلق عليه “الكهف العراقي الرخامي “. بسبب نوعية صخوره وشبهها من حجر الرخام. كما يتميز بتشكيلات جيولوجية جميلة، ونقوش صخرية متكونة من الصواعد والنوازل التي تشكلت بسبب التعرية المائية التي تدخل الي الكهف. وتعتبر مياه الامطار هي السبب الرئيسي لتكون كهف الكتان هو والكهوف الأخرى ببلدة العراقي، حيث أنها تغلغل من خلال الشقوق المتكونة في الصخور وتقوم بتعرية الصخور حتى تكبر لتصبح كهوفا ومغارات في هذه الجبال.

يمتد كهف الكتان لمسافة ١٠١٣ متر داخل جبال الصخبري، كما أنه يتكون من عدد كبير من الانفاق والحجرات المتكونة من الجبس والصخور الجيرية. تمتد الحجرة الرئيسة في كهف في مساحة متر ٣٠ في ٥٠ متر وارتفاع يصل الي ٣٥ متر في بعض الحجرات. تعتبر جبال الصخبري من الجبال الجيرية المتكونة. في العصر الجيولوجي الثالث. وهي الفترة الجيولوجية ما بين 66 إلى 2.58 مليون سنة مضت، لكن الصخور جبال الصخبري قد حددت لتكون قد رُسبت في العصر الفجري (Eocene) وهي فترة زمنية تقع بين ٥٦ ال ٣٤ مليون سنة.   وتعتبر هذه الفترة من الزمن الجيولوجي مشهوره بتواجد الكهوف بصخورها في عمان ككهف مجلس الجن وكهف الثقاب السبعة في الشرقية.

سمي كهف الكتان بهذا الاسم المشتاق من اسم كتن، والكتن هنا هو المسمى المحلي لمخلفات الخفافيش. وبالتالي، جاء مسمى الكتان بسبب ترجمات المستكشفين الأجانب للمسمى المحلي. كان يعتقد أن اسم الكتان. من الكلمة الإنجليزية للقطن، الذي ربط ببياض الجبس الموجود بداخل الكهف.  وقد روي ان سكان البلدة كانوا يدخلون الكهف لجمع مخلفات الخفافيش لاستعمالها كسماد زراعي. الخفافيش والأفاعي هيه من اهم الحيوانات القاطنة بالكهف.

كان لكهف الكتان أهمية أمنية لأهالي بلدة العراقي القدماء. حيث أن كهف الكتان كان يستخدم كمخبأ أمن في أوقات الحروب حسب رواية أهالي القرية. حيث انهم يقولوا إن أهل البلاد بأكملها مع حيواناتهم كانوا يختبئون في كهف الكتان في بعض الحروب السابقة. فموقعه في وسط الجبال وبداخل وادي في وسط الجبل يشكل حصنً طبيعياً يحمي من الاعداء أوقات الحروب.

كما قامت الحكومة بإغلاق كهف الكتان في الوقت الحالي لحماية تكويناته الكهفية لكونها سريعة التحطم. للحفاظ على هذا الإرث الجيولوجي.  كما أن الطريق المؤدي إليه خطير وتقسيماته الداخلية تشبه المتاهة قد يعرض مرتاديه للخطر.

بقلم معتز بن ذياب بن سالم العبري

الدكتور محمد الكندي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *